في خطوة أثارت جدلاً واسعاً، عيّن النظام العسكري الحاكم في الجزائر رئيس أركان الجيش، الجنرال السعيد شنقريحة، وزيراً منتدباً لدى وزير الدفاع الوطني، وهو المنصب الذي يشغله الرئيس عبد المجيد تبون نفسه.
قراءة في التعيين
يرى مراقبون أن هذا التعيين يمثل مناورة سياسية جديدة من قِبَل النظام العسكري لتبرير تدخل شنقريحة في الشؤون السياسية وتعزيز ظهوره بجانب الرئيس تبون. كما اعتبر البعض أن هذه الخطوة تعكس استمرار سياسة عسكرة الدولة الجزائرية تحت ستار سياسي.
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، علق ناشط ساخر قائلاً: “شنقريحة الآن وزير في العالم الآخر، يتمتع بصفة سياسية وعسكرية معاً. لا تتفاجؤوا إذا أعلن قريباً ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة.”
التعديل الحكومي بين الآمال والخيبة
جاء تعيين شنقريحة ضمن تعديل حكومي أجراه الرئيس تبون بعد ثلاثة أشهر من إعلان فوزه بولاية ثانية. التعديل جدد الثقة في الوزير الأول محمد النذير العرباوي، لكنه لم يأتِ بالتغييرات الجوهرية التي طال انتظارها، وفق ما أشار إليه متابعون.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الجزائرية، سمير عقون، عبر التلفزيون الرسمي: “أبرز ما ميز التعديل هو تعيين الفريق أول السعيد شنقريحة وزيراً منتدباً لدى وزير الدفاع، مع احتفاظه بمنصب رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي.”
دلالات التعيين
يثير هذا التعيين تساؤلات حول مستقبل التوازن بين السلطة المدنية والعسكرية في الجزائر. فهو يعكس، حسب منتقدين، استمرار هيمنة المؤسسة العسكرية على مفاصل الدولة، مما يعيق التحول نحو نظام مدني ديمقراطي حقيقي.