تعرف أسعار الذهب في العالم ارتفاعا تاريخيا غير مسبوق، وهو ارتفاع مثير للانتباه قفز إلى نسبة تقارب 19 بالمئة في الأشهر الـ12 الماضية.
ويرجع السر في ذلك إلى سعي المستثمرين عبر العالم للجوء إلى هذا المعدن الذي يعد ملاذا آمنا ضد الأزمات الاقتصادية المحتملة
وفي محاولتها لفك لغز هذا الارتفاع أشارت تحليلات مجلة فوربس إلى وجود العديد من العوامل التي ساهمت في صعود أسعار الذهب في كل بلدان العالم.
أولها وفق المجلة، الطلب الهائل على هذه المادة من المستثمرين الصينيين الذين يسعون لأخذ الحيطة والحذر من عدم الاستقرار الاقتصادي المحتمل على خلفية أزمة العقارات في الصين.
وتنقل فوربس عن الرئيس التنفيذي لشركة “ميتالز ديلي” روس نورمان قوله إن ارتفاع الذهب يغذيه الطلب “الهائل” من المستثمرين الصينيين الذين يسعون لتجنب عدم الاستقرار الاقتصادي المحتمل، خاصة في ضوء أزمة العقارات التجارية في الصين.
وسجلت المجلة ذاتها عوامل أخرى من ضمنها تداعيات السياق الجيوسياسي العالمي المطبوع بالحروب، مثل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والحرب الروسية الأكرانية، إضافة إلى اقتراب موعد الانتخابات الأمريكية. كلها أسباب تدفع المستثمرين إلى اللجوء للذهب بوصفه الملاذ الآمن لحالة عدم الاستقرار الاقتصادي ما أدى إلى ارتفاع أسعاره.
ويراقب المحللون بحسب فوربس، عن كثب التخفيضات المحتملة في أسعار الفائدة، والتي قد تؤثر على عوائد السندات الحكومية الأميركية، مما يجعل أصول الملاذ الآمن الأخرى مثل الذهب أكثر جاذبية.
وتشير التحليلات إلى تركيز بعض المستثمرين على احتمال حدوث هبوط حاد في الاقتصاد الأمريكي، مما يدفعهم لشراء الذهب كملاذ آمن.
ويعزز هذا التفسير “ظاهرة غريبة” في سوق الذهب، حيث انخفضت النسبة المئوية للعائد بين السعر الفوري في لندن والعقود الآجلة لثلاثة أشهر، وهو ما يُشير إلى رغبة المستثمرين في الحصول على الذهب الفوري الآن، كحماية ضد الاضطرابات المحتملة.
وتأثرا بهذه التقلبات العالمية التي يعرفها هذا المعدن النفيس، قفزت أسعار الذهب في الأسواق المغربية بدورها بشكل متسارع وانتقل فيها سعر الغرام الواحد، اليوم الأربعاء من 510 دراهم إلى 530 خلال ساعات فقط، ما كبح العرض في السوق، بالنظر إلى تطور كلفة الذهب الخام وعدم استقرار سعره.