كشف فهد المصري، رئيس جبهة الإنقاذ الوطني في سوريا، في مقال نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، أن “حزب الله” والميليشيات الموالية لإيران تنشئ قواعد جديدة في سوريا وتنقل قواتها إلى هناك لتجنب الضربات الجوية مع الاحتفاظ بوجود استراتيجي قرب مرتفعات الجولان. وأوضح أن الحرس الثوري الإيراني أرسل نحو 200 عنصر من جبهة “البوليساريو”، المدعومة من الجزائر وإيران، إلى جنوب سوريا، حيث تمركزوا في مواقع مثل مطار الثعلة العسكري وكتيبة الدفاع الجوي في السويداء، إضافة إلى اللواء التسعين القريب من الجولان.
وأشار المصري إلى أن إيران دربت عناصر من “البوليساريو” في مواقع تابعة للجيش السوري بريف درعا خلال السنوات الثلاث الماضية، متسائلًا عن مصالح الجزائر في دعم هذا التنظيم وعلاقتها بنظام الأسد وإيران، رغم أن هذا الدعم يشكل تهديدًا لأمنها القومي. وأضاف أن “البوليساريو” أصبحت تتلقى الأوامر مباشرة من القيادة الإيرانية، مما يؤكد الحاجة الملحة لإدراج هذا التنظيم على لوائح الإرهاب بسبب تهديده للأمن الإقليمي، وليس فقط للوحدة الترابية المغربية.
كما أوضح المصري أن إيران أجرت تغييرات تكتيكية في جنوب سوريا، حيث أخلت ميليشيا “حزب الله” مواقعها قرب الجولان واستبدلتها بعناصر من “الحشد الشعبي”، بينما نُقلت قوات “حزب الله” إلى مناطق مثل حمص واللاذقية وطرطوس. وأكد أن طهران تدير أكثر من 60 ميليشيا موزعة على 520 موقعًا داخل سوريا، في إطار تعزيز عملياتها المشتركة مع العراق وسوريا، مع استمرار تهريب السلاح عبر معابر حدودية بعد قصف معاقل “حزب الله” في لبنان.
وفي سياق التوتر مع إسرائيل، شدد المصري على أن “حزب الله” يخفي مخزونه الاستراتيجي من الأسلحة في مناطق نائية ويمنع الوصول إليها حتى من الجيش اللبناني، ما يعزز مطالبته بتنفيذ القرار الدولي رقم 1559 القاضي بنزع سلاح الحزب. وأضاف أن تنفيذ هذا القرار يتطلب إرسال بعثة تفتيش دولية إلى لبنان ووضع الحدود اللبنانية السورية ومرافق النقل الرئيسية تحت إشراف الناتو، لضمان الحد من التهديدات الأمنية في المنطقة.